الاثنين، 28 أبريل 2014

الإسكندرية.. تلال القمامة تحاصر عروس البحر المتوسط

اكتسبت القمامة فى الإسكندرية، خلال الشهر الماضى شهرة واسعة، بعد أن امتدت لتغطى كل شوارع المحافظة تقريباً، إذا لم يعد يخلو شارع الآن من تلال وأكوام القمامة، حسب المنطقة ورقيها، فتحولت عروس البحر الأبيض المتوسط إلى دمية قبيحة فقدت أهم ما كان يميزها من نظافة الشوارع على مر العصور.


وضاعفت أزمة البناء المخالف ومخلفاته من المشكلة، حيث استسهل المقاولون إلقاء الردم فى أقرب مكان، فيما يرفض عمال النظافة رفعه، لأنه ليس من شأنهم- على حد قولهم- ووصل الأمر إلى أن طالب البعض بتشكيل لجان «حماية شعبية» لمراقبة أعمال إلقاء الردم بالمحافظة، مطالبين بمراجعة بنود التعاقد مع الشركة القائمة بأعمال النظافة، وإلزامها بالعقد بما يحقق مصلحة المواطن السكندرى.


وباتت تلك المشكلة تؤرق كل سكندرى، بل تسببت فى تنظيم وقفات احتجاجية لاستغلالها سياسياً، بينما تحاول المحافظة استعراض عضلاتها بالمعدات فى عرضٍ على الكورنيش، بينما لا يجد المواطن أى تغيير فى الشكل العام لتراكم القمامة إلى جوار منزله.


وطالب البعض بضرورة كسر احتكار شركة واحدة لنقل القمامة فى الإسكندرية، وفتح الطريق أمام رجال الأعمال الراغبين بعمل شركات أخرى، بحيث لا تقل عن ثلاث شركات للمحافظة، تقسم عليها قطاعات الإسكندرية المختلفة، نظراً لكبر حجمها وصعوبة قيام شركة واحدة بأعمال النظافة.


البعض حاول استغلال المشاهد المسيئة للمحافظة سياسياً لتحميل النظام مسؤولية انتشار القمامة مثل حزب مصر القوية، الذى نظم وقفة احتجاجية للاعتراض على أكوام القمامة المنتشرة فى المحافظة، وكانت عبارة عن سلسلة بشرية أمام أحد تلك الأكوام فى منطقة باكوس شارع مصطفى كامل، ومزلقان ترام باكوس.


وقال أحمد العطار، أمين الحزب بالإسكندرية: «إلى متى سنظل محاصرين بتلك الروائح الكريهة؟ وإلى متى سنحرم من رؤية عروس البحر الأبيض المتوسط بشكل يليق باسمها؟ وماذا تنوى أن تفعل المحافظة للتغلب على تلك الأزمة، أم أنها لا تدرك ولا ترى تلك الأكوام المتراكمة من القمامة؟».


وأضاف العطار: «مازالت إدارة محافظة الإسكندرية فاشلة فى مواجهة تلك المشكلة، وايجاد حلول لها، ويبقى السؤال: ماذا ننتظر من إدارة فاشلة فى حل مشكلة هينة حلولها معروفة فى كل بلاد العالم؟ هل نأمل فى تطوير الإسكندرية وأن نراها عروس البحر الأبيض المتوسط فى ظل إدارة فشلت حتى فى الحفاظ على نظافة المحافظة؟ هل ننتظر مشروعات ترقى بالمحافظة ونحن نعجز عن إيقاف زحف القمامة الذى قارب أن يغزو البيوت».


ووصل الأمر إلى وقوع مشادة بين أحد الصحفيين واللواء طارق مهدى، محافظ الإسكندرية، خلال لقاء بنقابة الصحفيين الفرعية فى الإسكندرية منذ أيام، عندما قال الصحفى للمحافظ إن الاسكندرية تحولت إلى مقلب قمامة كبير، فانفعل المحافظ بشدة وطرد الصحفى من اللقاء.


وبين كل هذا وذاك فى كل يوم تطالعنا النشرات الصحفية بالمحافظة بعدد من الأخبار التى تمس هذا الموضوع، مثلاً نظمت المحافظة عرضاً للسيارات والمعدات الجديدة لجمع القمامة بحضور المحافظ للاحتفالية، وخلال الاحتفالية تم تسليم 8 تريلات لنقل القمامة لمدفن مدينة الحمام، و8 تريلات «بوك ليفت» بالكونتينر لخدمة جميع مناطق الثغر، و8 كونتينرات للسيارات، و10 سيارات حمولة 3 أطنان للمناطق الضيقة كمرحلة أولى.


فى المقابل، قال اللواء طارق مهدى إنه سيتم تخصيص أرقام للاتصال بشركات النظافة لجمع القمامة من أمام الوحدات السكنية، مطالباً المواطنين بضرورة إلقاء القمامة فى المواعيد المحددة، مؤكداً على الدور الفعال للمواطن السكندرى بوصول مدينة الإسكندرية إلى مدينة نظيفة على مستوى البحر المتوسط، وأن الحضارة مرتبطة بالنظافة. عدد كبير من المواطنين سخر من هذا العرض. وتساءل: أين النتائج على أرض الواقع؟ فالشوارع مازالت مليئة بالقمامة، فأين ذهب هذا الأسطول؟ ومن أين ينقل القمامة؟ وما هى الآلية المستديمة لمواجهة المشكلة؟ كلها تساؤلات تبحث عن إجابات دون جدوى، وعروس البحر يوماً بعد يوم تزداد قبحاً.






المصدر : msn اخبار مصر

0 التعليقات:

إرسال تعليق